سورة الفرقان - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفرقان)


        


يقال بِرَكَ الطيرُ على الماء إذا ما دام وقوفُه على ظهر الماء. ومَبَارِكُ الإبلِ مَواضِعُ إقامتها بالليل. وتبارك على وزن تَفَاعَل تفيد دوامَ بقائه، واستحقاقَه لِقِدَمِ ثوبته وبقاء وجوده لا عن استفتاح ولا إلى انقطاع.
في التفاسير {تَبَارَكَ} أي تعظَّمَ وتَكبَّر. وعند قوم أنه من البركة وهي الزيادة والنفع، فداومه وجودُه، وتكبره استحقاق ذاته لصفاته العلية، والبركة أو الزيادة تشير إلى فَضْلِه وإحسانه ولُطْفِه.
فوجوهُ الثناء عليه تنحصر بهذه الأوجه الثلاثة: ثناء عليه بذكر ذاته وحقِّه، وثناء بذكر وصفه وعِزِّه، وثناء بذكر إحسانه وفضله؛ {تَبَارَكَ} مجمعُ الثناء عليه- سبحانه.
{الَّذِى نَزَّلَ الفُرْقَانَ}، وهو القرآن {عَلَى عَبْدِهِ}: فأكرمه بأن نَبَّاه وفَضَّلَه، وإلى الخَلْق أرسله، وبَيَّنَ مَعْجِزَتَه وأمارةً صِدْقه بالقرآن الذي عليه أنزله، وجعله بشيراً ونذيراً، وسراجاً منيراً.


قوله جلّ ذكره: {الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.
تَفَرَّدَ بالمُلْكِ فلا شريكَ يساهمه، وتَوَجَّدَ بالجلالِ فلا نظيرََ يُقاسِمُه؛ فهو الواحد بلا قسيم في ذاته، ولا شريك في مخلوقاتِه، ولا شبيهٍ في حَقِّه ولا في صفاته.


اتخذوا من دون اللَّهِ آلهةً لا يملكون قطميراً، ولا يخلقون نقيراً، ولا يدفعون عنهم كثيراً ولا يسيراً، ولا ينفعونهم ولا يُسهِّلُون عليهم عسيراً، ولا يملكون لأحدٍ موتاً ولا نُشوراً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8